” إن كلمة ” دولة؟ وكلمة “مجتمع” ليست سوى أوهام لفظية، وتعبيرات مجازية فهي ج ليست أشياء واقعية. فالدولة ليست شيئا آخر سوى رابطة من الأفراد الذين اتفقوا فيما كج بينهم على أن يسموا أنفسهم بالدولة. هؤلاء الرجال والنساء قد حددوا لأنفهم مهمة نة ممارسة الاحتكار الشرعي للعنف واستخراج الفوائد. فالدولة هي الشر المطلق. وهذاما ي يدعو إلى خوصصة كل شيء يما في ذلك القضاء والدفاع. والضرائب هي مجرد سرقة، كما أن الحرب جريمة والخدمة العسكرية نوع من العبودية. إن الدولة هي أوسع وأضخم مؤسسة إجرامية في كل العصور، وفاعليتها أكبر من أية مافيا في التاريخ.
وهنا يأتي دور الإيديولوجيا والإيديولوجيين. ففي كل العصور أقامت الدولة حواريين وظيفتهم هي إضفاء المشروعية عليها. وهؤلاء الإيديولوجيون مكلفون بتفسير أن جرية فردية هي شيء يتعين إدانته لكن نفس الفعل الذي تمارسه الدولة بصورة جماعية عبارة عن عدالة. بدون إيديولوجيا ليس هناك جهاز دولة. والساسة يعرفون ذلك جيدا منذ القدم. لقد تغير مضمون الإيديولوجيات لكن الهدف ظل هو هو دوما: وهو إقناع الرأي العام بأن وجود الدولة وسيئاتها أمران ضروريان ويتعين أن يكونا مطلقين. ليس هناك أي نظام دولة، سواء كان ديكتاتوريا أو ديقراطيا أو غيره، لا يكن أن يستمر طويلا إذا لم يكن الرأي العام يدعمه ويسانده ولا ضرورة لأن يكون هذا الدعم فعالا، بل يكفي الخضوع والامتثال. كان إيتين البوتي (Labcetie) منذ أربعة قرون في »خطاب العبودية الطوعية، قد عرف الدولة كسلطة استبدادية تمارسها أقلية تقبلها الجماهير وتوافق عليها. ومن ثمة الأهمية التي تكتسيها بالنسبة للدولة مسألة تجنيد مفبركي الإيديولوجيا الذين هم المثقفون.
وقد كان الرهبان لزمن طويل هم هؤلاء الإيديولوجيين. وفي العصر الحديث تم استبدالهم بخطاب ذي مظهر علمي من طرف الاقتصاديين والعلماء وباقي الجامعيين. وليس من باب الصدفة أن هؤلاء الدعائيين موظفون من طرف الدولة، وأن الدولة تراقب كل .(Libertaire) أشكال التعبير والتواصل. وهذا هو ما يحول دون قيام ثورة تحررانية
لكن إذا كانت الدولة تراقب المثقفين فلماذا يحتاج المثقفون إلى الدولة؟ إن سبب ذلك هو أن كل مثقف في قرارة تفه يشاطر المثال الأفلاطوني حول الفيلسوف – الملك. وبالإضافة إلى ذلك فإن الخدمات التي يقدمها المثقفون، في السوق الاستهلاكية، ليست مطلوبة كلها منهم فالدولة تضمن لهم الحد الأدنى من المنافذ “
MURRAY Rothbard: “L’etat c’est le vol” in les vrais penseurs de notre temps